السلفيون بين التجاهل الإعلامي...وزمام المبادرة

بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على نبيه-ص-

أشكر كل من راسلني أو اتصل بي بسبب أمر إغلاق المدونــة ..لكن الأمر كان معقدا ويصعب شرحــه..

ربما كان القرار خطأً...وربما كان صواباً...على كل ...عدنــــا :)

*******************************

نبدأ بعرض المشكلــة...وأعتقد أن الموضوع سيتطلب أكثر من تدوينــة-

يلحظ المتابع لتسارع أحداث اليوم والأمس ... تجاهلاً كبيرا ..ان لم يكن تجاهلا تاما من القائمين على أمر الاعلام-الرسمي- في بلاد المسلمين...
للصحوة الاسلامية ...ولتناميها...

يمكننا تقسيم الخطاب الموجه من شخص الى مجموعة من الاشخاص كالتالي:
متكلم...مستمع..وبينهم ناقل للكلام -هذا ببساطة شديدة...
أما عن المتكلم...فهو القابع أمام وسيلة الاعلام
والمستمع..هو القاعدة العريضة من المسلمين
والناقل فهو بالطبع من يمتلك الالة التي تتولى إلقاء الكلام على المسامع -أعني الآلة وصاحبها-
ومن هذه النقاط الثلاثة ...ننتقل إلى ترميز هذه الأدوار إلى شفرات مفكوكة للجميع

ألا وهي:

الدور الرسمي...بحكم امتلاكهم للآلة ..وسيطرتهم عليها..مادياً..وأمنياً
الدور الشعبي...بحكم أنهم المستقبلون لما يقرأون أو يسمعون أو يشاهدون
دور المذيع.... بحكم أنه القائم بأمر تنوير المسلمين وتثقيفهم...

أما عن الدور الرسمي للاعلام في بلاد المسلمين :
فهو مشاهد لمن كان له قلب...فإذا ما قمت بتشغيل الجهاز..فلن تحطئ عيناك امرأة متبرجة....أو راقصة داعرة تفتي بأن الرقص حلال..
أو شيخ معمم يقول بأن الغناء حلال...أو مذيع أخبار ..يتحدث عن -الإرهابيين- (المجاهدين)...أو مذيعة سافرة...تنقل لنا أنباء مقتل المسلمين في فلسطين...وتحرش اليهود بالنساء المسلمات....
لن تجد-أيها الكريم- سوى مجموعة من سقط الناس...يرسمون لك مربعاً -لايريدون منك أن تتجاوزه..ومؤداه (أن الرقص فن.... مثله كمثل فن النحو وفن الحديث وفن الشعر..ومؤداه أن المسلمين مضطهدون...ويفعل بهم كذا وكذا.. راغبون -أي القائمون على الإعلام- في وأد حالة الحماس التي بداخلك....وتيئيسك من نصر الله....وإعلامك بأن الواقع هو الواقع....حتى أنك عندما تريد أن تفتح التلفاز..تقول: لا جديد...من المؤكد أنني سأشاهد أناس يقتلون ويذبحون من المسلمين ولا ناصر لهم...-فحولوا بذلك عزة ونخوتك -أيها المسكين- إلى ذل وانكسار....هم لم يكتفوا بذلك....هم لما وجدوا انتصارات المجاهدين تجوب الآفاق طولا وعرضا.....وبدأ المسلم يشمخ بأنفه من جديد....تعالت نداءات إبليس-على ألسنتهم - بأن من ذكرتهم-أنا - آنفاً...إرهابيــون ...حتى ينفروك من سماعهم أو مشاهدتهم أو رؤية ما عندهم...وهذه هي عادة الفاسقين دائماً...يسمون المؤمنين الصادقين بأوصاف ...قبيحة تنفر منها النفس...ويصفون أنفسهم بأوصاف طيبة لتخفيف الأثر المترتب على أفكارهم العفنة
فعلى سبيل المثال...يقول الشيعة عن أهل السنة : أنهم وهابيون..أو أنهم نواصب...
ويقول العلمانيون عن أنفسهم : أنهم علمانيون-نسبة إلى العلم أو إلى العولمة- والحق أنهم لا دينيون -أي كفار-

لكن
الأمر كما قال الاستاذ مصطفى صادق الرافعي-رحمه الله- (اخترعوا للشباب الألفاظ الكبيــرة ليلهوهم بها)....
أيها الكريم وأختى الكريمة-لن تخطئ عيناك في الاعلام الرسمي...تحريفا للكلم عن موضعه ...وتهميش أصحاب الادوار الحقيقية في صناعة التاريخ الحضاري ....وإبراز الفجار الفساق على أنهم المجددون...ووصفهم بأوصاف عالية جدا كمثل (عميد الأدب العربي) وما استحق الأبعد منها إلا زيادة كلمة (الـلا ) قبل الأدب فتصبح (عميد اللا أدب)
فامتلاك المخربين والجهلة لوسائل الاعلام -نذير شؤم- بضياع الكثير من مجهودات الدعاة إلى الله-عزوجل-
وحينما أوقل وسائل الاعلام -لا أعني التلفاز وحسب-
بل أعني الجرائد أيضا ...والتي إذا بحثت فيها عن إنسان صادق واحد فقط فلن تجد أحداً..إو ربما تجد من يعدون على أصابع اليد الواحدة....
وفي سيطرة القوم على وسائل الاعلام...ليس بيدنا حل إلا أن ندعو الله أن يزيل الفاجرين عن بلاد المسلمين

أما عن المتلقي....وهم عامة الجمهور من المسلمين
فحدث يا أخي ولا حرج....عن انتشار الجهل والبدع....
انتشارا بسبب الالة الاعلامية أدى إلى تمايز الصفوف بين العامة على ثلاثة ...
صف غربي متغرب كالليبرالين..والعلمانيين...-وهؤلاء طبعا ليسوا مسلمين- كما نبه على ذلك أهل العلم...
وصف فيه الفسوق والفجور...من استماع الاغاني و الافلام والمسلسلات...وقراءة قصص الحب الغرامية...وانتشار ثقافة -الحرية- بالمفهوم الليبرالي ...-وإن كان هذا القسم- يجهل المراد بهم...ويجهل أيضا أنه على خطر من الانقلاب على وجهه ليصبح من أصحاب الصف السابق...

وأما الثالث : فهم الملتزمــون....
ولا أعني هنا بالملتزمين -أصحاب اللحى وذوات النقاب- بل أقصد بها الالتزام ككل...والبعد عن ما حرم الله-عزوجل-
وهذا القسم...هو القسم الوحيد المرجو منه الفائدة...في اصلاح الصف الثاني..ودحر الأول وأفكاره وأعوانه...
وهؤلاء الملتزمين....ليسوا سواءاً
بل هم أقسام ( وأرجو منك أخي الكريم أن لا تمل من كثرة التقسيمات ...ذلك لأنها تعيننا على فهم الواقع بعمق..والتعامل مع كل صاحب مشكلة بحسبها...كمثل الطبيب الذي يتخصص في الجراحة العامة...لكن اجراحة أقسام...فيتخصص في جراحة القلب...لكن القلب أقسام..فيتخصص في جراحة القلب في الأطفال..لكنها أقســام.....وهكذا...فالمؤدى....أنه كلما ذادت التفريعات قليلاً..مع ثبات المغزى...سهل -بإذن الله-تعالى- التعامل مع المشكــلة)
فهؤلاء الملتزمون ....
منهم من التزم التزاما صوفياً مليئا بالبدع والخرافات ..كمثل الذهاب الى الموالد ...والاحتفاء بمن يسمونهم أولياء...وكثل الاعتقاد في فلان بعينه....وشد الرحال إلى قبورهم...وهذا الأمر وإن كان قد قل -بفضل الله- إلا أنه ما يزال ملاحظا ظاهراً....
فالالتزم على الطرق الصوفية -والتي تبلغ نيفا وتسعين طريقة- لكل منها ورد خاص بها..وكل طريقة لها شيخ -عندهم بمنزلة المعصوم- وإن لم يصرحوا بهذا علانية...لكن اعتقادهم فيه أنه ولي....-بمعنى أنه يقدر على فعل الأعاجيب- ......
ومن هنا جاء المثل المشهور -كل شيخ وله طريقة-....ولا يخفى عليك -أيها الواعي- مدى الفرقة التي تصيبنا-معاشر أهل السنة- من جراء وجود 90 طريقة أو أكثر...وكل جمهور من جماهير هذه الطريقة يعبد الله كما شرع له سيده ومولاه -شيخ الطريقة- ...
فتفرقة الأمــة على هذا النحو...هدف سام للاستعمار -أقصد الاستخراب - الصليبي الغربي....
فكان اهتمامهم بهؤلاء القوم -إعلامياً- بشدة...ومحاباتهم...وحضور موالدهم..حتى أنه لا يمر عام إلا ويحضر السفير الأمريكي...مولد السيد البدوي.....وهنــا أترك لكم التعليق عن علاقة الصوفيــة بالاستعمار....ذاك أنك لو بحثت في معتقل أو سجن...فلن تجد صوفيا اعتقل ..لأنــه صوفي..
جدي.... عنده مشكلة من بعض هذه الامور -من الاعتقاد - بأن فلان ولي لله وأنه يعرف اسم الله الأعظم -وما إلى ذلك...لكن الأمر لم يصل به إلى حد الاشراك بالله او حضور الموالد او الاعتقاد في أناس بعينهم...
فأنا قصدت في هذا النوع...من هم في مثل جدي -حفظه الله-..... لم أعني المغالين من الصوفيــة
ومن هؤلاء الملتزميــن :
من نشأ في كنف جماعة الاخوان المسلمين والتي كانت تعني اهتماما كبيرا جدا بتربية النشأ
والاهتمام بتحفيظهم القرآن والسنــة ....-كعادة الجماعات الدعوية-
وكنت ممن نشأوا في كنف جماعة الاخوان المسلمين -بحكم أنني من شرق دلتا مصر-والتي تشهد بفضل الله- أكبر تعداد للاخوان المسلمين....
أما القســم الثالث:
فهم من نشأوا أساسا نشأة سلفيــة على الكتاب والسنــة وأقوال الصحابة والتابعين....
وهؤلاء ندرة-أو كانوا ندرة- حينما كنت طفلاً....
وما زاد في انتشارهم بشدة -بطريقة ملاحظة- بفضل الله عزوجل....هو إعادة إخارج كنوز المسلمين التراثية الثقافية والدينية والعربية...على أيدي السابقين والمعاصرين....
فمنطقتي التي أعيش بها...يوجد بها أعدادا كبيرة من السلفيين.....
وأقصد بالسلفيين هنا -ليس الملتحين- وإلا كنت ظالماً...فالمنهج السلفي -بفضل الله- قد تعدى مرحلة اللحية والنقاب ..إلى ما هو أبعد من ذلك.....فالكثيــر ممن أعرفهم حليقوا اللحى...إلا أنهم يحملون عقيدة سلفية ومنهج سلفيا...اتباعا لقال الله قال رسوله قال الصحابة....
وهو ما ينذر-إن شاء الله- بعواقب سيئة على المنافقيــن....فانتشار المنهج السلفي....الذي هو بمعنى اتباع الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح أصبح سمتاً عاماً للملتزمين ...
لذا أيهـــا الأفاضل ...حينما أتناول القضية وأقول السلفيين..فإنني أعني بهم هؤلا الملتزمين....الذين أًبحنا نشاهدهم في وسائل المواصلاتن وفي المكاتب الاستشارية وفي المستشفيات وفي المنناصب العليا...وفي مركز الانترنت وفي الصيدليات..وفي كل كلية من كليات مصر....
ليس هذا فقط...بل بداخل الجامعة المريكية ذاتها...
هذا الانتشار خيــر وطيب جداً....لكن ليعلم هؤلاء الملتزمون -من أمثال حضراتكم - أن الأعداء لهم بالمرصاد يسوءون سمعتهم...وينقمون عليهم..ويحاربونهم في التزامهم عن طريق المسلسلات التي تصور الملتزمين على أنهم متشددون ومفتعلي مشاكل...ووجودهم خطر وما شابــه.....

كان هذا عرضا موجــزاً للمشكلــة..وإن شاء الله تأتيكـــم بالتفصيل بعد الفاصل :)