الثلاثاء، ٢٩ مارس ٢٠١١

قصة الاعتقال-الجزء الأول


في يوم 5-2-2010

الساعة العاشرة مساءا  دق جرس الهاتف المحمول الخاص بي

رددت السلام عليكم

الطرف الاخر: وعليكم السلام
خالد؟
قلت : نعم .. أنا هو
قال لي : أنا الرائد إسلام بركات من مباحث أمن الدولة بمدينة نصر
كنا عايزينك في موضوع كده ربنا يسهل
وعايزينك تيجي لنا قلت له ماشي اجي لك بكرة الساعة  9 صباحا
وبت ليلتي أفكر في ما يريده هؤلاء مني

وذهبت في الصباح إلى مقر مباحث أمن الدولة في مدينة نصر قصاد مسجد نوري خطاب
وكانت البداية

اسمك سنك عنوانك مهنتك  بطاقتك
ده طبعا مكنشي اسلام بركات
ده كان واحد تاني اسمه الرائد عصام طه
ثم نادى عصام طه على عسكري  من عنده وقال له : غميه
وكانت دي بداية قصتي مع الغماية

قصة مؤلمة جدا
بدأت أحداثها من الساعة الحادية عشر صباحا في يوم 6-2-2010
اتغميت وفضلت تقريبا لحد العصر متغمي
عايز اصلي الضهر مفيش ميه
قلت اتيمم واصلي
اتيممت وصليت
 الضهر
وجه العصر اذن
قالوا لي يللا يالا
على فين؟
يللا على شقتك
وخدوني المجرمين يتقدمهم اسلام بركات
في عنجهيه وتكبر
معصوب العينين
ووضعوني في عربية ترحيلات كبيرة
ومعايا ما يقرب من 20 عسكري معاهم اسلحة الية ومعاهم مقصات حديد وبنس
علشان يفسخوا بيها باب شقتي


ووصلنا لمنطقتي اللي انا ساكن فيها اللي هي زهراء مدينة نصر
وحاول  اسلام بيك بركات ضابط امن الدولة اقتحام الشقة ولكن الامن اللي على العمارة -اللي هم تابعين للجيش- رفضوا بشدة
مما اضطر البيه الى العودة بينا تاني الى الحي السابع  علشان يجيب مفتاح شقتي من مكتب امن الدولة اللي هناك لانه كان نسيه هناك


طبعا انا عرفت ان ضباط امن الدولة من اجبن خلق الله بعد الموقف ده
لانه باختصار عسكري من الجيش ثبته هو والقوة اللي كانت معاه


طبعا جبنا المفتاح
ورجعنا تاني
وكل ده وانا متغمي عينيا وراكب في عربية الترحيلات
وكأني متهم او بلطجي
عدنا بعربية الترحيلات الجبــارة ..إلى محل إقامتي بزهراء مدينة نصر...
ونزلت أمام العمارة بتاعتي...والقدر العجيب.. أن خالتي ام خالد القناوي وخالتي ام كريم كانتا قد اتيتا لزيارتنازز وكان أطفالهم الصغار البالغين من العمر 8 و 6 سنوات متواجدين بالشارع امام العمارة يلعبون ورأوني ومعي القوة المكونة من البيه إسلام بركات ومعه عساكر الامن المركزي بلباسهم الاسود واسلحتهم الرشاشة...
فنادوا علي
وأسرعوا إلى امهاتهم ينادونهم
وصعد معي البيه الضابط اسلام بركات إلى شقتي في الدور الثالث...
وفتح باب الشقة
وبدأ يبحث في الكتب الموجودة في شقتي
وبدأ فأخذ كتاب رسالة في الطريق إلى ثقافتنا للشيخ ابو فهر محمود شاكر ,وكتاب العدة في شرح العمدة وهو كتاب في الفقه الحنبلي... وبعض الكتيبات الصغيرة وبعض الكتب الطبية !!!!!وأخذ يقلب في الشقة يمينا ويسارا
وكان سيأخذ معه ظرف به كل الاوراق التي يتعلق بها مستقبلي ...إلا أن الله -عزوجل- منعـه
المهم البيه اسلام بركات أخذ الكتب الثمينة وجعلني أحملها
ونزل بي من العمارة
لأجد العمارة بها صفين من عساكر الامن المركزي كأنهم بنيان مرصوص
ووجدت خالتي أم خالد
أردت أن أسلم عليها إلا أنهم منعوني بالقوة
نزلت من العمارة وأنا أبتسم وألقي السلام على جيراني في عزة -والله- وكأن هؤلاء الجلادون الذين يقتادونني هم الأذلاء
وهم فعلا كذلك
ركبت السيارة الميكروباص ووجدت أخي د-أحمد نبيل
سلمت عليه من داخل السيارة
ووجدت خالتي ام خالد خارج السيارة تذكرني بمقولة كنت قد قلتها لها لما تم اعتقال زوجها الأستاذ-أبو خالد
في الميكروباص وبعد ركوبي بثانيتين تم تغميتي
علشان ماشوفشي وجوههم
وأعتقد  هي دي الحسنة الوحيدة اللي عملوها فيا إنهم كرموا وجهي من رؤية وجوههم القبيحة التي عليها سخط الله-عزوجل-
وتحركت السيارة
وأخذت طريقا غير الطريق الذي أتت منه
فعرفت أنهم لن يتجهوا بي إلى مكتب امن الدولة بمدينة نصر
وإنما سيتجهون لما هو أعلى منه
إلى لاظوغلي....بجوار ميدان التحرير بخمس دقائق
استقلوا كوبري أكتوبر
ودقائق وكنا في لاظوغلي