لم أكن لأدون في الشهر الكريم....وإن كان الامر ضرورياً فكان بالأحرى أن نكمل الباقي من فقه الخلاف بين المدونين المسلمين ...
ولكن الأمر لا أظن أنه يحتمل أو ينتظر.....
ديدني ....حينما أقابل الأطفال الصغار في المسجد ...وأراهم يلعبون في فناء المسجد بعد الصلاة ....أتبسم فرحاً لأنهم سعداء....
وحينما أمر على إخواننا القائمين على تحفيظ هؤلاء الأطفال كتابُ الله.. أُجِلُّ الاخوة كثيراً
وإذا مررت بالأطفال يتشاجرون بدون أن يسب أحدهم الآخر ...أجدني تنتابني نوبة من الفرحة....لتعلم الأطفال الأدب في الشجار....
وحينما أجد الأطفال في الشارع يقسمون أنفسهم إلى مجموعات صغيرة ...ومعهم ألعابهم البلاستيكية على شكل أسلحة...ويتفقون على أن ينقسموا إلى فريقين...فريق الأخيار وفريق الاشرار.....أجد قلبي يهفو فرحة...وأتمنى لو عدت صغيراً مثلهم لألعب معهم هذه اللعبة الطيبة...التي كنت أحبها..وما زلت أحبها كثيراً....
لعبة ينقسم فيها الاطفال الى محورين...محور الخير....ومحور الشر....
وعندما جلست أتفكر في اللعبة وجدت أنها لا تنطبق على الواقع أبداً...
إذ أن قوانين اللعبة تنص على أن الاشرار دائماً في دور الفارين من أمام الأخيار
فالسلطان للأخيار ...
ويالها من مفارقة شديدة وعجيبة ..أن ترى بأم عينيك في واقع حياتك..
خلاف ما تعودت عليه في طفولتك البريئة..وأثناء لعبك مع الأطفال
حينها تجدك واقفا في منتصف الطريق حائراً...
ما المخرج وما السبيل؟؟؟
ما الحل حينما ترى دولة حقيرة ذليلة صليبية غربية تقع في عصبة الاشرار ...تهاجم أحد الأخيار...بل خير الأخيار ..بل سيد الخلق جميعا من إنس وملائكة وجان ...بل وتصفه -عليه الصلاة والسلام- رسماً.... الرأس رأس إنسان ..والجسد جسد كلب-والعياذ بالله....
خابوا وخسروا...ولعنة الله عليهم في الدنيا والآخرة
فالأمر أمر الكفر أعلن حربه...على الاسلام وعلى نبي الاسلام....
قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر...
يا أيها المرضى من المسلمين ...يا أيها المهمشين من المسلمين ...
بالله عليكم...أترضون أن يسب آباؤكم؟؟؟
لا أعتقد....
فما بالك بمن هو أولى بك -ليس من أبيك ولا من أمك-...بل من نفسك التي بين جنبيك...
يا أيها الأخ العاصي ...ويا أيتها الأخت المتبرجة...يا أيها المذنبون كأمثالي....
إننا السبب فيما حدث...
فلو رأى منا الأعداء الصليبيين الغربيين اتباعاً لسنة النبي-صلى الله عليه وسلم-
واهتمام بتطبيق الفرائض والنوافل..إذا والله لخسئوا وخنسوا...فهم أجبن من أن يرفعوا رأساً أمام السائرين على نهج النبوة....
وكيف يكون هذا وأجدادنا هم من مزقوا -بحول الله- ملك فارس...وغزوا الروم في عقر ديارهم...أجدادانا هم من جابوا الأرض طولا وعرضا...وصولا لروسيا شمالا حتى أفريقيا جنوباً....والصين شرقاً...مرورا بشبه القارة الهندية والباكستان..وجزر اندونيسيا ومصر في القلب وبلاد المغرب العربي....حتى صعدوا لجنوب أوروبا....وبقوا في أسبانيا سبعة قرون....وكانوا على حدود النمسا...
نعم هؤلاء هم أجدادنا
رحمة الله على فارس الاسلام السرماري الذي قال عنه الامام البخاري-رحمهما الله-
ما علمنا في الاسلام...ولا في الجاهلية مثله..فقد قتل بيديه ألف تــركــي
ورضي الله عن ابن الوليد ..الذي بدد مائة ألف جندي من الكفار بثلاثة ألف مسلم -فقط-
أين أحفاد القعقاع بن عمرو...و حيدرة و ابن الخطاب؟؟؟
و حمزة؟؟؟
أنبأكم يا أحباب
.... : إنهم أمام شاشات الفضائيات..يشاهدون المسلسلات والأغنيات...
إنهم يراقصون الغانيات والمومسات....
ارتموا في أحضان الكافرين
ونسوا أن موقفهم بين يدي رب العالمين
وأن حسابهم عند أحكم الحاكمين
نظرت إلى النجوم بطرف عيني... بكيت كأطفالٍ حائرينــــا
فقومي جاوزوا هدي النبي.....وساروا في ركاب الكافرينا
والله إن القلوب لتبكي دماً على ما يحدث لنا.... وعلى حالنا..ويا ترى ما هو مآلنا
انا لن أقول أين الرجال المسلمين ؟؟
أين الأشاوس الأبطال....؟؟؟
لأنني أحد من عدوا في هذه الدنيا من الذكور.....وأرجو من الله نفسي نفسي..وأن لا أكون من السواد الأعظم المهمش على جانب الحياة عديم الفائدة....
لكنني أتسائل أين النســاء المسلمات؟؟؟
أين أنتن يا أخوات؟؟
أين الصالحات...القانتات..الصائمات...
أين العابدات الشاكرات الساجدات؟؟؟
أين الأمهات اللائي يقمن الليل حتى تتفطر أقدامهن؟؟؟
يا نساء المسلمات
أنتن نصف المجتمع....وتنجبن النصف الآخر لنا....فأنتن المجتمع كله ...
يا أخواتنا...الكفار في الخارج...وأعوانهم من المنافقين في الداخل يخدعونك....
يقولون لك : المساواة .....والتحرر........والحرية.........والجمال و........
وكَذَبوكِ -والله- وهم كاذبون.
فهم ما أرادوا إلا أن تخرجي لهم...لحماً عاريا مكشوفا لينظروا إليك ... ليفسدوا بك الشباب المسلم
فلا يقو حتى..على إنكار المنكر...أو حتى على رد الإهانة عن نبيه-صلى الله عليه وسلم-
الانحطاط الأخلاقي الذي أصاب الكثير من المسلمات-الا من رحم الله-
سببه أن أنفسهم قد طوعت لهن...أن يخرجن بلا حجاب....بعطر وبنطال...بدون التزام بالحجاب الشرعي أو بالحياء...
في طريقي اليوم ركب في السيارة معنا أحد الأجانب لا يتكلم الا الانجليزية....وكنت أتلو بعض آيات من سورة الصافات...
وإذا بإحدى المسلمات من اللواتي يسمين أنفسهن محجبات...وكذبن والله- هي ممن يرتدي البنطال...والقميص الزاهي اللون..ومنديل الرأس....ظلت تتحدث معه بالانجليزية...وكأنها تعرفه وكأنه زوجها..أو أحد محارمها.....
كدت أحادثه عن الإسلام....لكنها كانتت تتحدث معه بطريقة ملفتة للانتباه...وهو لا ينظر لها أساساً....ولا أدري ما كان يدور بخلد هذه الأخت -الصائمة- !!!!!
ضاع الحياء منها......
إن الآمرون بالمنكر في مجتمعنا ما هم إلا أداة يستعملها الليبراليون والمشركون في سبيل ضرب شباب الصحوة...
حدثتني أختي من يومين...أن إحدى المسلمات التي كانت منتقبة وملتزمة بالزي الشرعي....صادقت اثنتين من البنات المتبرجات...فلم تبرح هاتان المتبرجتان ..حتى دعوها إلى خلع نقابها....بل وتطور الأمر بهذه المخدوعة إلى أن أصبحت ترتدي البنطال والقمصان....والعياذ بالله...
ونسأل الله الثبات حتى الممات...
وعلى النقيض من هؤلاء...تجد المسلمات العفيفات الطاهرات -وفقهن الله-
وكما يقولون في مصر : اللي على راسه بطحه بيحس بيها
فالعفيفة تعرف نفسها وغيرها تعرف نفسها...والحيية تعرف نفسها...والفاجرة كذلك تعرف نفسها
أطنبت قليلاُ في عرض هذا الجانب من حياتنا....
ليس ترفاً فكرياً....وإنما هو عرض لواقع المسلمين إذ أنه مرتبط ارتباطاً قوياً بأزمة سب النبي-ص- التي أصبحت بضاعة في الغرب الكافر..وأصبحنا نحن المسلمين -الا من رحم الله- كمثل غثاااااااااااء السيل
يا أيها المسلم الغيور...يا من تبكي دموعاً ودماً على ما يحدث لنبيك...اصبر..فوالله الذي لا اله الا هو إن النصر لقريب...
يا أيها الآمر بالمعروف ..الناهي عن المنكر...الحافظ لحدود الله...أبشر بحال يسر حبيبك ....ويغيظ عدوك
اللهم إني أبرأ إليك من المنافقين...الذين يظهرون لنا حبهم للإنسان...ودفاعهم عن حقوق بني الإنسان...وفي نفس اللحظة..لا يتحدثون ولو بحرف واحد عما يحدث لسيد بني الإنسان-عليه الصلاة والسلام-
اللهم إني أبرأ إليك من منظمات حقوق الانسان...التي ما وجدت الا لخدمة الاهداف التنصيرية على بلاد الاسلام...
اللهم إني أبرأ إليك ممن يتاجرون بعرض النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقولون بيننا وبين هذه الول مصالح اقتصادية أو مصالح سياسية أو مصالح عسكرية أو مصالح ثقافية...
فاللهم إني أبرأ إليك من عباد الدرهم والدينار هؤلاء....
هؤلاء لا يعلمون أن حياتنا أهون عندنا بكثيييييييييييير من أن يتكلم أحد حرفاً واحدا في حق من أنقنا الله به من النار وإلا كنا فحما في نار جهنم....
ألا تعسوا وانتكسوا ...وإذا شيكوا فلا انتقشوا...
من يقدمون المصالح التجارية على عرض سيد البرية -عليه الصلاة والسلام-
اللهم إني أبرأ إليك ممن ينادون بأنصاف الحلول...ممن يطالبون الكفار بالاعتذار...
وكأن النبي ...مثلنا...
وكأن عرض النبي....كعرضنا....
وكأن عرض النبي-ص- أصبح مادة للتفاوض على موائد حقيرة ....
وعلى طاولات المفاوضات التي لا تغني....
المطالبون بالاعتذار ...لا هم لهم إلا عقد مؤتمرات الكلام..وأن يظهروا على الشاشات ..وأن يصدعوا أدمغتنا بالبيانات...التي لا تجد مع الفاهمين العاقلين الواعين من أمثال إخواني وأخواتي -حفظهم الله-
أيسب رسول الله-ص- ونحن أحياء؟؟؟
والله لا خير فينا إن يمر الأمر علينا مرور الكرام...بدون أن ننكر بقلوبنا أو ندعو على هؤلاء المجرمين -والأول أضعف الإيمان-
إن الله -عزوجل- لا يسلم نبيه إلى أحد أبداً...ولا حتى إلى أصحابه..ولا حتى إلا زوجته ...
بل يحادثنا-عزوجل- بكل عزة ويقول : (إلا تنصروه فقد نصره الله)
ويقول ( فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)
وإذا كان المولى -عزوجل- قال في كتابه الكريم :
(إن الله يدافع عن الذين ءامنوا)
فكيف يكون دفاعه-عز وجل- عن نبيه ومصطفاه وخيرة خلقه -عليه السلام-
فالله ناصر نبيه-لا محالة-
ولكن...ما موقفنا نحن؟؟
سنسأل يا مسلمين عن أمور كنا فيها..فما عذرنا هناك ..وما جوابنا
ترى...لو قابلنا النبي-ص- - بعدما سنظنه يوما أو بعض يوم- عند الحوض...
مع اقتراب الشمس من الرءوس..واشتداد الحر...والغوص في العرق ...ثم بعد ذلك نراه-عليه السلام- عند الحوض...والصالحون من يديه يشربون...
تروا...!!!!!!
هل سيكون للنائمين على الطريق من أمثال الخانعين نصيب في هذه الشربة-التي لا يظمأ شاربها-
هل يا ترى أنا وأنتم سنشرب من يديه-عليه السلام- بعد عناء الدنيا وكدها وتعبها؟؟
أم أننا سنذاد عن الحوض لأننا تركنا عرضه ولم نتحرك له
لقد قال الشاعر الوثني الجاهلي من بلعمبر
عفونا عن بني ذُهلٍ وقلنا القومٌ إخوانُ
عسى الأيام أن يرجعن قومنا كالذي كانوا
فلما صرح الشر فأمسى وهو عريان
ولم يبقى سوى العدوان دناهم كما دانوا
مشينا مشية الليث غدا والليث غضبان
بضرب فيه تهويل وتقريع وإرنان
وطعن كفم الزِقِ غدا والزق ملآن
وبعض الحلم عند الجهل للذلة إذعان
وفي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان
حقاً..صدق هذا الرجل الذي كان يعبد الحجر حين قال:
وفي الشر نجاة حين لا ينجيك إحسان
وهو كما قال شوقي -رحمه الله- في نهج البردة -ولها مالها وعليها ما عليها من غلو-
قال:
والشر إن تلقه بالخير ضقت به ..... ذرعاً وإن تلقه بالشر ينحسِمِ
يا أيها الإخوة والأخوات ...كلمة أخيرة بعد إشعال الهمم-فلعلنا لا نلتقي إلا بعد شهر رمضان..أو ربما لا نلتقي ثانية-
أردت تلخيص النقاط في هذا الموضوع على النحو التالي :
يجب وجوبا على كل مسلم أن يتعلم الولاء والبراء...فيجب على الجاهل بمعنى هذا الكلام أن يفتح أحد كتب العقيدة لأهل السنة والجماعة والتي تتحدث عن الولاء والبراء ويعرف معناها
على كل مسلم عاقل رشيد مثقف أن يدرك أن المفاوضات لا تجدي شيئاً...فعرض النبي-ص- ليس مادة مفاوضات..والاعتذار عن سبه لا قيمة له..إذ أنه قد أجمع فقهاء الامة -رحمهم الله- استنباطا من الكتاب وصحيح السنة ..أجمعوا أن ساب النبي-ص- يجب قتله بلا تردد ولا استتابة..سواءا كان كافرا ولأسلم..أو حتى كان مسلماً وتاب ...احتراماً لجناب النبي-صلى الله عليه وسلم-
المنظمات المعنية بحقوق الانسان ما هي الا حانات تتدارى وراء ستار مكشوف-لأولى الألباب- والغرض منها التغطية على التنصير ..ومحاولة اثارة قلاقل..والدفاع عن الشواذ جنسياً وعن الزناة وعن المرتدين..كمثل ما دافعوا عن كريم عامر وعن نوال السعداوي وغيرهمــا...!!!
يجب على المسلم ان يعتقد اعتقادا تاما جازماً...أن الأمر أمر عقيدة وأن ما يحدث اليوم في السويد وما حدث بالامس في الدانمرك ليس اعتباطاً..وإنما هي جرائم منظمة تهدف إلى إشاعة روح اليأس مرة أخرى بين المسلمين ..خصوصاً بعد ما بدأ المسلمون يفرحون بنصر الله لعباده المجاهدين في أفغانستان والعراق على قوى الكفر الصليبي الغربي...
يجب على كل مسلم أن يتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة وأن ينشرها بين اخوانه واخواته وزملائه واقاربه وقدر المستطاع...
يجب على كل مسلم أن يتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة وأن ينشرها بين اخوانه واخواته وزملائه واقاربه وقدر المستطاع...
ويجب أن ننتبه إلى أنه ستتبع هذه الاساءة اساءات ..متوالية...اذا لم يكن لنا وقفة....-ولا اظن- ..
فالقوم يمارسون القاعدة المهشورة (ما تكرر تقرر) ...الى ان يصل الامر ان يسمع المرء سب النبي-ص- ولا يحرك ساكناً...ولا يسكن متحركاً...!!!
لا تنسوا المسلمين المجاهدين من الدعاء..فهم الأمل الوحيد الباقي لنا بعد المولى -عزوجل- في مواجهة هؤلاء الأوغاد وأعوانهم
المدعون بأنهم يحبون آل بيت النبي-ص- ..الشيعة أعني...أين هم من هذا السب؟؟ ..ما صدر عنهم في هذه الازمة ما هي الا محاولة للظهور بدور المدافع عن حقوق الامة..والا فكتبهم تعج بسب اصحاب النبي-ص- واتهام زوجاته بالزنا-والعياذ باببه..وكذا يقول علماؤهم المعاصرون...لم أقحم الرافضة اعتباطاً...
ولكن الشئ بالشئ يذكر..فهؤلاء أيضا يسبون نبينا ويطعنون بعرضه الشريف
نصرة النبي-ص- بالدعاء بأن يفك الله كرب الأمة...وتعلم سنته-ص- والعمل بها ونشرها بين الناس..ونبذ البدع والقبوريات والشركيات..وما يراه علماء المسلمين الثقات صالحاُ في هذا الأمر...من مقاطعة أو نحوها
اللهم اجعل كل حرف خالصاً لوجهك الكريم واغفر للكاتب والقارئ والسامع...