الجمعة، ٢٣ مايو ٢٠٠٨

نحو تسنين الصراع.. مع اليهود..حماس مثالا



برجاء قراءة هذا المقال بتدبر...فقد تضح به جوانب مظلمة في إدراك البعض منا لفهم المعضلة
-التي لا تشتبه على أصحاب العقول السليمة..والدين الراسخ-
ويدور المقال حول
حماس وعنايتها بالعلم
حماس...وكيفية تربية أبناءها...وضوابط حمل السلاح عندهم
حماس ..مصنع يصنع نفسه
الحديث عن نساء غزة
الحديث عن انطباعات أهل غزة عن الشيعة الامامية
والكلام قليلا عن المرتزقة أيتام دايتون
بســــم اللـــــــــــــه

لعله ما تــُغبط عليه حركة حماس أن كثيرا من قيادات الحركة من خريجي الجامعات الإسلامية , وفيهم أساتذة جامعات , وبعضهم حاصل على أكثر من شهادة علمية , وهذا كان له أثر كبير في اهتمام الحركة بالعلم وتعليمه

في مخيم جباليا تكثر دور الشهداء ..ويعد المخيم من أكبر قواعد الحركة وقد زرنا في هذا المخيم (المكتبة العامرة) في منزل ادكتور (نزار ريان) عضو المكتب السياسي في حركة حماس.. ووجدنا فيها الكثير من العناوين وهي مجهزة بشكل ممتاز , وعند مجيئنا كان الدكتور منشغلا بإخراج كتاب بعنوان (إتمام المنعم/شرح صحيح مسلم)
أنهى منه ستــة مجلدات.

ويجري داخل الحركة تدريس الطلاب الفقه في كراسات تشمل جميع أبواب الفقه , ويلزم الطلاب بدراستها وتخصص أيام لشرحها ومدارستها , وبالنسبة لعناصر اقلسام فإنه يـٌقــَد َّمٌ لهم دروس موسعة في أحكام الجهاد , وكذا المساجد فإنها مليئة بإعلانات الكامت والدروس اليومية.

حماس تربيـــة وجهـــــاد

أولت الحركة عنصر التربية جزءا كبيرا من اهتماماتها مما جعل له أثرا واضحا في ثبات عناصرها والتزامهم أمام المكائد والضربات التي نالت الحركة , والتزام أفراد الحركة بالواجبات والسنن الشرعية بشكل كبير دفع بعض الباحثين إلى عد حماس أكثر التزاما من باقي فروع الإخوان في العالم , فالشاب في حركة حماس إذا تخلف عن جلسة (درس)
مع أسرته أكثر من مرة تجرى محاسبته , والمتخلف عن صلاة الفجر في المسجد مع الجماعة يستحيل التحاقه بكتائب القسم , والقسامي إذا فعل ذلك ثلاث مرات يجمد بسحب سلاحه منه , لذا فإن كثيرا ممن قضوا مواجهات مع اليهود هم من رواد المساجد , (قلت : شابهوا أجدادهم الصحابة..لما قتل في حروب الردة خيارهم من حفظة القرآن)...
وإن مسجد الدكتور نزار (الخلفاء الراشدون) أحــدهــا..فقد تخرج منه 73 شهيــداً ....

كثير من عناصر الحركة هم من حفظة كتاب الله فقد اعتنت الحركة بتدريس القرآن وتحفيظه لطلابها , وخرجت في الصيف الماضي ما يقارب 70 حافظة من قطاع غزة ..ومن يرغب في الالتحاق بكتائب القسام فإن فرصة التحاقه بها تتعلق بقدر ماي حفظ من القرآن...

وفي فترة بقائنا كنا نسمع دائما من يذكرنا بالأذكار الشرعية وصيام النافلة..., والشاب القسامي مظهره يدلك عليه : حيث إطلاق اللحية وتقصير البنطال ووضع السواك والمصحف في الجيب سمة مميزة لهم.

أما الجهاد فحدث ولا تتوقف , فإن كل من التقيناهم من مقدم الشاي في مراكز الحركة إلى أعضاء المكتب السياسي...يلهج لسانهم بذكره , ولا يوجد شئ يجتمعون على الالهتمام به كاهتمامهم بالجهاد , وكلما دخلنا شارعا أدلفنا إلى ممر نرى شاهدا على الجهاد
فالشيخ ياسين استشهد هنا...والدكتور الرنتيسي هناك وشحاته عند هذه الدار وفلان وفلان , والبنايات عليها ملصقات وشعارات تحث على الجهاد وتعده خيارا رئيسا لحل القضية , وبعض الدور مكتوب عليها (هذه دار الشهيد فلان..هنا يقام عرس الشهيد فلان...هنا تستقبل التهنئة في استشهاد فلان..)

والطفل الصغير إذا عر َّف َ بنفسه أعقب اسمه بقوله : أخي الشهيد فلان .
ولم يعد الجهاد خيارا فقط , بل أصبح مفخرة يتسابقون إليها , ومن الشعارات التي لا يتوقفون عن ترديدها :
حمساوي كا يهاب الموت حمساوي..حمساوي كرمال الدين حمساوي
إن عناية الحركة بعنصر التربية ضبط استخدام عناصر القسام للسلاح , فلم نشاهد تلك الانحرافات الموجودة خارج فلسطين أو داخلها لدى بعض الحركات الجهادية التي تعطي السلاح كل من رغب بالالتحاق بها , دون الننظر إلى سلوكه أو التزامه مما وَلـَّـد خروجا عن خط الجهاد.

حماس مصنع يصنع نفســـــه....

تعاني الحركات الاسلامية من نقص في قيادات وعناصر خبيرة بالتخصصات الدنيوية المتعلقة بالدعوة إلى الله , كالاعلام والأمن والهندسة وغيرها من التخصصات يضاف إلى هذا عدم توفر عناصر تتولى إنجاز شتى المشاريع , مما يؤدي إلى الاعتماد على اشخاص لا يتحمسون للفكرة الاسلامية, وهذا يؤدي بشكل طردي إلى قلة الانجاز والخلل في الاناج..فالفد كلما كان أقل إيمانا بفكرة ما فإنه لن يقدم لها أو يضحي من أجلها , والحال تتغير لو كان مؤمنا بتلك الفكرة..

لكن يبدو أن الاخوة في حماس قد تجاوزوا تلك المشكلة , فلم نذهب إلى مؤسسة أو مركز يتبع الحركة إلا وجدنا ىأمامنا حمساويين حتى النخاع...من الحارس إلى مدير المؤسسة ..وإليك مثالا بسيطا على ذلك ..فأحد الاخوة العاملين في مؤسسة اعلامية هو قسامي يرابط في الليل حاملا سلاحه , وبالنهار يباشر عمله في هذه المؤسسة , ومن الطريف أن الشاب الذي يهتم بنظافة هذه المؤسسة هو حمساوي أيضا

نساء غزة....رجال خارجها

عندما حاصرت قوات الاحتلال مجموعة من شباب الفصائل في أحد مساجد بيت حانون-شمال القطاع- أخرجت أم عبد الله (إحدى الداعيات في القطاع, ومكانتها بين النساء تعادل مكانة –هنية- بين الرجال) مجموعة من النسوة وقادتهن لفك الحصار عن هؤلاء الشباب , وتم لهن بعد ذلك بعد أن يقط منهن قتيلات وجريحات , بهذه القسة بدأ محدثنا عندما سألناه عن نساء غزة , وثنى بأم فرحات : خنساء فلسطين , وتحدث عن القسم النسائي داخل كتائب القسام , وذكر فتيات أقدمن على عمليات استشهادية , وأخذ يعدد ويعدد إلى أن طأطأنا الرءوس خجلا مما سمعنا..ورأينا كم نحن صغار أمام هؤلاء النسوة !!

الفصل بين الرجال والنساء في المؤسسات والأماكن العامة..انتشار النقاب مظاهر لا تنفك عن مشاهدتهاداخل القطاع , حتى إننا لم نشاهد أي امرأة غير محجبة ..وذكر لنا أنه يندر مشاهدة امرأة غير محجبة في الطاع...

ولحظة دخولنا القطاع شاهدنا العديد من الفتيات في مجموعات يسرن بالشوارع وبأيديهن كراسات , سألنا عن ذلك فقيل لنا : إنهن منصرفات من إحدى مدارس تحفيظ القرآن النسائية , عندها أدركنا لماذا نساء غزة رجال خارجها !

حماس ومذهب الرافضة :

( الوشيعة في كشف شنائع وضلالات الشيعة)..هذا عنوان كتاب من تأليف الشيخ (صالح الرقب) وزير الأوقاف في حكومة (اسماعيل هنية)..نقل فيه جملة من عقائد القوم وتكفيرهم لأهل السنة, وتكفير علماء الاسلام لهم وحقيقة علاقتهم بأمريكا ودورهم في احتلال العراق وأفغانستان..
في احدى جلساتنا مع شباب حمساويين ذكر هذا هذا الموضوع , فسمعنا من تحقير الرافضة وازدرائهم الشئ الكبير , ولم يبق أحد في ذلك المجلس إلا نال منهم وعاب بعض الحاضرين على بعض الفصائل في القطاع سيرهم في ركاب الرافضة...وذكر آخر دور الشيخ أحمد ياسين أثناء ثورة الخميني عندما لخص كتاب محب الدين الخطيب (الخطوط العريضة) وألزم طلابه قراءته , وذكر آخر أن الحركة قامت بفصل أحد عناصرها عندما ألف كتابا أسماه (الخميني والحل الاسلامي) , وذكر آخر دورهم في قتل فلسطيني العراق...


شئ عن أيتام دايتــون

إن أولئك الأيتام المرتزقة بعد فشل خطة والدهم (دايتون) تركوا كل شئ وراءهم بعد الحسم الذي قامت به حماس , ويظهر من منازلهم أنهم كانوا يقبضون ثمن عمالة مثــالى : فدار الرجل الذي كان سببا في مقتل (شحاته) تعد من أعلى وأكبر البنايات في القطاع , ويبدو منزل دحلان كأنه منزل لأصحاب رءوس الأموال بمصر , أما كبيرهم (المنغولي) كما يحلو لأطفال غزة مناداته بذلك..عــُـثــِـرَ داخل داره على (البانجو) فصدق وصف الغزاويين لداره بـ (الغــرزة) , أما بائع أسمنت جدار الفصل في الضفة لليهود فإنه يملك منتجعا على شاطئ غزة..كان مرتعا للغواني والسكارى , وقد انتهى ذلك بمجرد الحسم..ولله الحمد

وقد شاهدنا الدمار الذي ألحقه أولئك القتلة بالجامعة الاسلامية التي اضحى بعض قاعاتها كأنها فرن من آثار الحريق , أما المساجد فلم تسلم منهم فقد أسقطوا قذيفة على أحدها لتقتل من فيه, وتجد دار هذا وقد ملئت بفتحات الرصاص .
ومررنا بموقف كان له دلالة ةعلى حجم هؤلاء الأيتام بعد الحسم , حيث توقفنا إلى جانب أحد منازل المرتزقة , وراح أحد مرافقينا يشرح لنا كيف كان يتم تعذيب شباب حماس والفصائل الاخرى داخله..وكيف خلصهم الله منه ومن صاحبه بعد ان قتله القساميون الأبطال , لأنه أقدم على قتل شاب قسامي داخله , وأثناء شرحه خرج أخو المرتزق من المنزل المدمر فانهال عليه سائق السيارة العامي بالسباب والشتائم له ولأخيه , ولم ينبس ذلك الرجل ببنت شفة, ومع هذا فإن حماس أبقت على ممتلكات الفتحاويين , فشعاراتهم ومراكزهم وصورهم رموزهم وأعلامهم ...كل هذا كان له وجود في شوارع غزة ولا يكلف الإنسان نفسه جهدا ليجده
المصدر...مجلة البيان..الصادرة عن المنتدى الإسلامي..
عدد جمادى الأولى 1429..مايو 2008
ما السبب بنظرك في صمود حماس حتى الآن من خلال قراءتك للمقال؟؟؟
هل العلم الشرعي والالتزام بالسنن الظاهرة-كما تفعل حماس أو تحاول ذلك- هو تخلف وقراءة في الكتب الصفراء؟؟؟
ما أفضل ما أعجبك في المقال؟؟
نسأل الله أن يصلح نياتنا وأقوالنا..وأعمالنا