الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠٠٧


يامن ألوذ بــه فيما أؤملــه......ومن أعوذ بـه ممـا أحــاذره

لا يجبر الناس عظماً أنت كاسـره.....ولا يهيضون عظماً أنت جابرُهُ

الاثنين، ٩ يوليو ٢٠٠٧

!!!!!.....موت ورقة شجرة...عفنــة

--------------------------------------------------------

*****************موت ورقة شجرة...عفنــة*************

!!!!!.....




لم يجد له مكانا يستظل به من حر الشمس الا شعاع الشمس

كلا..ولم يكن له متكأ عن تراب الأرض إلا الأرض

أصبح وحيداً في هذه الحياة

بعدما مات أبوه وأخوه وأمه وأهله أجمعين…ماتوا ودفنوا

بل ومات معهم فؤاده...مشاعره..وأحاسيسه...مات معهم خوفه من ربه..

وحياءه من الناس...مات الإيمان وهو مازال في جَذر قلبه

التجأ إلى حائط عند بيت قديم مهجور...وأخذ يسبح بطائر فكره في ظلمات الماضي السحيق...يتفكر في حاله..ومآله... هؤلاء الذين ماتوا..ما أغنى عنهم مالهم ؟؟؟؟...هلك عنهم سلطانهم..!!!

وأنــا

من أنــا

تائه بين أمواج العشق والخنا

بين الموت والحيــا

أفي البرزخ أنا؟؟ أم هي تقلبات قلبية...تزول مع كأس خمر آتية

أو سيجارة تالية

أنهكت قواه تماما...لا يستطيع دعاء ربه..فقلبه قاسٍ..عاصٍ..عليه من الران والغشاوة...ما تعجز عنه سواعد الأبطال الفتية

مر بوجدانه ..صورةتلك هي الفتاة التي نظر إليها منذ خمسين سنة...أغمض عينيه وكأنه يتذكر قصة عشق محرمة قديمة... ويعيش هائما..بين جنبات الخيال الذي كان ومازال ينسجه ليهرب فيه من شدة الواقع..ووقع ألمه
...

هبت ريح عاصف...أطارت ورقة شجر من مكانها...وظلت الورقة تتمايل ..في الهواء..وكأنها راقصة..تتخطفها الرياح تهوي بها وكأنها سكيرة...

حتى استقرت هذه الورقة الصفراء البالية على ملابسه الأنيقة

نظر إليها مشمئزا..وقال لها: لا بورك فيك..ورقة صفراء بالية لا قيمة لك

وقعتي على ملابسي...آذيتيني ولا فائدة منكي ...

لست ثمراً نأكله ولا ورقاً نستظل به

عديمة النفع عديمة الفائدة صفراء

عجوز شمطاء...هلكتي مع الدهر...

انظري إلى نفسك وكيف تسببتي في اتساخ الملابس الأنيقة التي كنت ومازلت أحرص على نظافتها

أما تستحين من نفسك... ولألقينكي على الثرى...يدوسك المار ويهشمكي..فتظلين ترابا لا قيمة لك...حتى في مماتك سوف تؤذين الناس بسبب الذرات الصغيرة التي ستتطاير منكي لتؤذيهم في حللهم أو أجسامهم

هيا....هيا أيتها الحقيرة...

والله لأنزلنك من هذا المكان النظيف إلى الأرض الحقيرة...حيث الطين والماء والتراب....

مثلي لا يقبل الضيم....

وفجأة.....

أتاه صوت غريب... وكأن الأمر أحاط به...ارتفاع وانخفاض في الصوت

أيها الحالف على رِسلك...

أفاق من كلامه الصامت مع الورقة البالية ونظر إلى المكان من حوله

لا شئ..لا صوت ..لا حس...

أعاد ظهره مستنداً إلى الحائط فلا شئ خلفه...التفت كالبرق..ليرى الحائط كما هو في مكانه

حدثته نفسه قائلة: يبدو أن بك إعياء من قلة النوم

حادثها قائلا: لا...إن بالأمر شيئاً

وفي النهاية استند إلى الحائط ورفع رأسه..لينظر إلى الشجرة التي وقعت منها الورقة...التي أزالتها حركاتُه المتوالية عن ملابسه
نظر إليها ..نظرت إليه....
ابتسم فلم تتبسم ...
أخذ نفساً..فهزت أغصانها ليقع منها مزيد من الوريقات
اقترب منها فاقتربت منه
أوجس في نفسه خيفة
توقف...فتوقفت

وقف على قدميه بصعوبة ..أعانه على ذلك عصاه التي طالماً أشار بها إلى الناس احتقارا لهم...وامتهاناً لكرامتهم

حملق فيها....

قالت له بلسان حالها :

أيها الحقير العجوز البالي...الذي لا فائدة منك....ها أنت قد كنت في الدنيا

تلهو وتلعب...تظلم ولا تسلم...أكلت حقوق الناس...شربت من عرق الأجراء...عذبت من يقولون لا إله إلا الله ....ها أنت يا ذا المنصب والجاه عثت في الأرض –كاليهود- فســاداً...والله لا يحب المفسدين

هتكت أعراضاً...روعت آمنين... شرب الخمر...لعبت الميسر..حلقت شعيرات على وجهك هي زينة الرجال..كيما تكون أمرداً بين النساء

أتذكر يوم أن افتريت على الطاهرة العفيفة كذباً؟؟ أو تذكر يوم أن يتمت الطفل وقتلت أباه...ولذت بالفرار ..بلا قصاص منك

أتذكر محادتك لله ولدينه ورفعك للواءات الكفر العلمانية الليبرالية

أو تذكر محاربتك لله بوضع أموالك في البنوك..وقتها ...آذنك الله بالحرب..فأرسل لك الأموال والضيعات ..وأغدق عليك بالأولاد..ورفعك إلى المناصب العليا...صرت مشهورا..تكتب في الجرائد...ولكــن..نزع الإيمان من قلبك

هل تذكر أباك الذي سببته..وأمك التي قهرتها..

أو هل تذكر جارك الذي ألقيت به في غياهب السجن...كما ألقي يوسف في غيابت الجب ...ليس لشئ إلا أنه نصحك في الله ولله

أرأيتَ بناتك المنحلات....الساقطات المتبرجات؟؟انظر ..هن الآن يمتعن بالأموال التي جمعتها لهن من الحرام ومن طعنك في الدين..

وانظر إلى امرأتك...هاهي في أحضان رجل غريب في بيتك وعلى سريرك..ألست أنت من كنت تنادي بالحرية ...هاهي الآن حرة..بمفهومك الساقط البالي...!!!

أو تذكر يوم أن كتبت في جريدتك مقالا هاجمت فيه الملتزمات هجوما شنيعا...حينها أغدقت عليك الأموال والهدايا من أصحاب الأفكار الوضيعة من أمثالك

أنسيت يوم أن ذخرت مدونتك بعدد كبير من الزائرين ليروا –وبكل علانية- تبجحك في حق الخالق الكبير...وهجومك على السنة وعلى الأصحاب.....

أوما علمت أن رسول الله –ص- لعن من يغير معالم الطريق؟؟

فما بالك أنت بمن يحاول تغيير معالم أمة الإسلام وعقيدتها؟.؟؟

تالله ليكونن ما كتبته وبالاً عليك

وسوف لن تنعم بعد اليوم أبـــداً

عبت على ورقة الشجر أنها بلا فائدة ...كنت أنت كذلك

وأنها صفراء بالية عجوز شمطاء هلكت في الدهر.....كذلك أنت

وأنها تسببت في إيذائك وتنجيس ملابسك... هكذا فعلت...لطالما نجست بأقوالك وأفعالك الرديئة مجتمعاً طاهراً قوامه الحق والعدل والعفة والطهارة

سببت الورقة البالية... والناس من خلفك يدعون عليك بظلمك لهم

حرمك الله حلاوة الإيمان...بما هو من عند نفسك الخبيثة

حلفت للورقة أن تزيلها إلى التراب..حيث الأقذار..والأنجاس...

والآن دورك لتكون مع الأنجاس والأقذار...لتكون في الدرك الأسفل من النار

التَفَتَّ مع الصوت....فنزلت الورقة الصفراء...شئت أم أبيت

نزلت عنك بدون أن تشعر...

وها أنت ستزول شئت أم أبيت...وبدون أن تشعر
أو أن يشعر بك أحد
إن هذه الورقة التي وقعت...

هي أنت..نعم أنت

وحياتك قد انتهت

و

يا أيتها النفس الخبيثة ! اخرجي إلى سخط من الله و غضب