وعـنا نحن معاشر أهل السنة والجماعة...نقول ...
إننا وجب علينا أن نأخذ بزمام المبادرة لنشر منج أهل السنة بعمق أكثــر
وهذا يتطلب منا أمر هام...ألا وهــو..
التقليل من التنظير الغير مجدي...وأؤكد على كلمة الغير مجدي...إذ أن كثيرا مما نقرأه أو نسمعه أو نراه ما هو إلا تنظير في تنظير... بالطبع لا أقصد التقليل من مجهودات الآخرين ...
ولكــن أقول الترشيد ..الترشيد...في الناحية النظرية..فقد كان النبي-ص- عمله أكثر من قوله...وكان يتخلل الصحابة بالموعظــة..مخافة السآمــة عليهم..كما ذكر عن ابن مسعود-أو أحد الصحابة- رضي الله عنهم أجمعيــن..
وحينما أتكلم عن الناحية النظرية أقصد بها نحن معاشر الملتزمين...لا أقصد العلماء أو المشايخ...فهم-جزاهم الله خيراً- يكابدون من المشاق مالا يعلمه إلا ربنا-جل وعلا-
ولكـن نحن...يا معاشر المثقفين -والمتعلمين- وجب علينا أن نأخذ بزمام المبادرة...
أعني الدعــوة الفردية ....
نعم...الدعوة الفرديــة...حيث الأمــر بلمعروف والنهي عن المنكر-بحسب المستطاع- وهذا يحدو بنا إلى التركيــز على نقطتيــن...
إحداهما: العلم النافع.....الذي يمكن به الدعوة إلى الله على بصيــرة...
ثانيهما: الجــرأة...وأعني بها عدم الالتفات-كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله- إلى ما يلقيه الشيطان في نفس الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من الخوف...ليصده بذلك عن دعوتــه ورسالتــه.... إنــك أيها الشاب..وأيتها الأخــت..وأيها الكهل والشيخ الهـرم...وأنا..والمسلمون ...
مسئولون عن تبليغ دعوة الله صافية نقية طاهرة...خالية من الشركيات والبدع...كما قال ربنا -جل ثناؤه- (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسألون)
وأذكر على ذلك....بالأمس فقط...رأيت احد الشباب بعد صلاة المغرب يسير بصحبة كلب في سلسلة.... فاقتربت منه وألقيت عليه السلام... ثم أخبرته بأن اقتناء الكلب ينقص من اجره قيراط من الأجر مثل جبل أحد....فتلعثم...فابتسمت إليــه..ثم دعوتــه ليجلس معي...فاعتذر...فودعتــه ودعوت الله له....
إنني وأنا أذكر المثال..لا اقصد به التفاخر كوني فعلت هذا الفعل...لا..وإنما هو إيراد أمثلة حيـــة وحديثة ..
وليس المرأي كالمسموع...وإنما كان هذا التوفيق من الله وحده-فله الحمد-
إذا -يا إخواني المكرمين- واجب علي وعليك..وعليك أيتها الأم وأنت أيتها الشيخة وأنت أيها الصانع ..ويا أيها المهندس والعامل والطبيب والحرفي...
الدعوة الفرديــة...
إن من أجمل الكلمات التي سمعتها حديثاً...كلمة للشيخ سيد العفاني في حفل زفاف ابن الشيخ شريف الهواري ..حينما قال للأخوة الحاضرين...إنكم لو قمتم بالدعوة إلى الله عزوجل - بالدعوة الفرديـة...إذا لتحولت مدينة الاسكندرية إلى مدينة سلفية خالصة -سلفية بمعنى الكتاب والسنة وفهم سلف الأمـة...رحمهم الله-...
نعــم...كلمة الشيخ العفاني...وفرت الكثير من النقاط التي أردت ان أضعها في المبادرة...إذ أن المبادرة هذه يقصد منها...نحن ...وليس المشايخ...فأنا لا اقول يجب على المشايخ والدعاة والعلماء أن يفعلوا كذا وكذا....حاشا لله...فهم أعلم بحالهم وبما يصلح الأمـة مني...ولكن أنا لا اريد التظير...نريد فقط...أن نعيد بين شباب الأمة ونساءها ورجالها...
روح الأمــر بالمعروف والنهي عن المنكــر....
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكـر ليس مندوبا أو مستحبا أو مسنوناً....
بل هو واجب...فرض....قدر المستطاع ..ولا أعني به هنا أن نصعد على المنابـر ونلقي على الناس خطبة رنانـة بالفاظ جزلة قويــة ...لنظهر بها بلاغتنا وقوتنا على الحديث ....ولا برفع الصوت...ولا بالمظاهرات....ولا بالاضرابات....ولا بما شابه....إنما بالتحرك بين الناس...تحركاً معلناً...وأركز أيضا على كلمة معلناً...حيث أن بعض المنتسبين إلى الحركات الاسلامية اليوم ...
حينما يقول لهم النصارى أو العلمانيون أو الليبراليون بانهم يحملون أفكاراً سلفيـة...فإن هؤلاء يتنصلون -وبسرعة- من هذا وكأنها تهمة ...- إلا من رحم الله-
لا ايها الأحباب....نحن نتحرك علناً...ونقول هذه عقيدتنا....عقيدة أهل السنة والجماعة...وهذه أقوالنا..موافقة للصحابة وللتابعين..ولسيدنا وسيدهم رسول الله-ص- .... لا يضرنا من خالفنا....حت ياتي امر الله....
نظهر عقيدتنا للعالمين -مسلمين وكفار....صالحين ومبتدعين-.... هذه عقيدتنا نعلنها صريحة....
ليس عندنا تقيـة كالشيعة....
وليس عندنا سر للطائفة...كالصوفيــة...
ولا ينتظر أحدنا ليبلغ أربعين عاما حتى يبلغ الناس بعقيدته....كالدروز...
ولا نعمل في الخفاء.... كاللصوص....
إنما نحن دعاة خير وهداية...وسلام للعالمين...لا دعاة شر ولا تكفير .....أحدنا لا يحمل راية لتكفير الحكام والحكومات والشعوب....والآخرون يسيرون وراءه كقطيع الغنــم.....إنما هذه اقوالنا...
قال الله...قال رسوله...قال الصحابة....ولا نحمل رايــة حرب وتدميـر للأبرياء والمساكين...
ولا نريد تفريق المسلمين....
لا..بل نريد تفريق الحق من الباطل....تفريق المبتدع من السني...تفريق الضال من المهتد....ليتميز الخبيث من الطيب....
ولا غرو....
فالنبي -ص- من أسمائه المفرق....
وابن الخطاب -رضي الله عنه- لقبه ....الفاروق...
والقرآن الكريــم...من أسماءه الفرقان....
لماذا؟؟؟
لأنهم -جميعاً- فرق الله بهم بين الحق والباطل...وبين السنة والبدعة....
نحن -يا معاشر المتحمسين للعمل لدين الله- نريد إعلاماً...
من القاعدة...لا من القمـة....
أقصد... كما كان النبي-ص- يتحرك بنفسـته ليقابل القادمين من القبائل الأخرى...ويحادثهم بنفســه ويعرض عليهم دينه...ويريهم أقوال الدين......
هذا هو الجانب التنظيري...أما في الجانب التطبيقي...فكانت اقواله-بأبي هو وأمي- تطابق أفعاله....
فشهدوا له بأنه الصادق الأميــــن....وهذا أفضل آلاف المرات من ان يلتقم أحدنا (ميكروفوناً) ثم يحدث الناس عن الصدق والأمانة....
إنهم -كما قالوا- عن النبي-ص- ذلك....نريدهم أن يقولوا عنك أيها الملتحي ذلك...وأنت أيتها المنتقبة..وأنت أيتها المختمرة....نريد منهم أن يثنوا عليكي...وأن يتمنوا أن يكونوا كمثلك....أو على الأقـل أن يكفوا عنك أذاهــم
توقف.....انتبه...وتنبه.... لقد انتشر الإسلام في دول جنوب شرق آسيا....لا بالتليفزيون...ولا بالهاتف ولا بالانترنت....إنما هو عن طريق الدعوات الفردية للتجار المسلمين الذين كانوا يسافرون إلى تلك المناطق...كانوا يعرضون دينهم مع بضاعتهم.....ويقدمونهما على طبق من اخلاقهم الذهبية و معاملاتهم الفــذة....فكان الذين يشاهدون ذلك...يؤمنون بالله وبرسوله-ص-....
فإذا اردنا ان نعيد المسلمين -مرة أخرى- إلى الكتاب والسنة وما كان عليه المسلمون الأوائل...
وجب علينا ان نعمل بما نعلم....
وإذ نتكلم عن هذا الأمر الهام جداً....لا ندعو إلى إقامة جماعة سلفية لها أميـر وله حق السمع والطاعة ويحرك أتباعه إلى ما يراه مناسباً...
ذلك أن السلفيـــة ليست جماعة...بل هي منهج أمة الاسلام....وذلك ايضا لأننا لسنا دعاة تفريق بين الصفوف ودعاة للفوضوية والعبث....
لكن التحرك بعلم....ومنهج...لنا نقطة بداية.....ونقطة نهاية....وهدفنا...هو تعبيد العباد لرب العباد...بكل ما تحمله الكلمة معاني...
تعبيدهم بجميع أنواع العقيدة...وبالعمل والاخلاص....
لكن...
ونحن ننكر إقامة جماعات لها أمير مطاع ....لا يدخل في اعتبارنا أبداً....العمل الجماعي المنضبط بضوابط الشرع..حيث لا حزبيـة...ولا تجمهر....بل يدخل في ذلك استشارة الكبار في أمورنا...والتعاون مع الدعاة في امور الدعوة...وما إلى ذلك....انطلاقا من ثلاثـة مبادئ قرآنيــة ألا وهي...
(وتعاونوا على البر والتقوى)
(وأمرهم شورى بينهم)
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتــم لا تعلمون)واعلم -أيها السائر إلى الله- أن الطريق ليس مفروشا بالورود والياسمين.... إذ أنك محاط بالاعداء من كل جانب....
لكن...خذها من اخيك نصيحة ...لي ولك....هنالك عدو واحد إذا تغلبت عليه...ستتغلب على الباقيـن...إن هذا العدو هو....
نفسـك الأمارة بالســـوء....
يا اخي ستقابل عقبات في طريقك الاعلامي وانت تدعو إلى الله...فلا يضرك من ضل....إذا اهتديت....واعلم انه ما اتى رجل -أو امرأة أيضاً- بمثل ما جاء به النبي-صلى الله عليه وسلم- إلا عــــــودي....
إثبات ونفي للتأكيـد على ذلك....كمثل قولك (لا إله إلا الله)
وهذا هو الجزء الأخيـر...لكن الموضوع ايها الأفاضل لم ينته...فهو لا يكتمل إلا باقتراحاتكم...وبمشاركاتكم....فلا تبخلوا علينا بما في أنفسكــم من أفكار...حتى وإن ظنها البعض تافهة...فقد تكون مجدية مع البعض....واحتسبـوا الأجـر من الجَوَاد الكريم
تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسُّراً...... وإذا افترقن تكسرت آحاداً
قـال الأوزاعي-رحمه الله- : (( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل ))
هذا ما خطتاه يداي....وما املاه علي عقلي وحسي الديني....وأرجو من الله-عزوجل- ان لا يحاسبني على ما بدر مني من اخطاء فيـه....